*نبذة عن سيرة الراحل العلامة الشيخ عفيف النابلسي*

عاجل

الفئة

shadow


نعت وسائل إعلام لبنانية وفاة العلامة الشيخ عفيف النابلسي عن عمر ناهز الـ82 عاماً،

قضاها في خدمة الإسلام وكان في خلالها سنداً قوياً للمقاومة والمقاومين في وجه الإحتلال “الإسرائيلي”.

الشيخ عفيف النابلسي مرجع وعالم دين شيعي من لبنان، ولد في بلدة البيسارية من قرى جبل عامل بالقرب من مدينة صيدا في العام 1941.

وكان قد أمضى الشيخ عفيف النابلسي طفولته في القرية ودرس على الطريقة التقليدية حافظاً للقرآن الكريم، كان شغوفاً بالمطالعة وقضى اوقاتاً طويلة في صغره في قراءة الكتب التي كان يستعيرها من بعض المتعلمين في القرية والجوار.
ظهرت لديه موهبة الشعر باكراً، فنظم القصائد في العامية والفصحى، واعتلى المنابر الجنوبية في المناسبات العامة شاعراً وعريفاً وخطيباً.

وعمل عفيف النابلسي في الفترة الأولى لعودته إلى لبنان ضمن مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وكان الأبرز تمثيلاً بعد السيد محمد مهدي شمس الدين، ونشط في الحقل التبليغي على مساحة لبنان بأسره.

وعند اجتياح العدو الإسرائيلي لجنوب لبنان وقف بقوة في وجه هذا الاجتياح، وجال الجنوب معتصماً وداعياً إلى مقاومة الاحتلال، وقد كان رفيقه في هذه المواجهة الشيخ راغب حرب، وعملا معاً على تأسيس هيئة علماء جبل عامل التي كانت واحدة من مهماتها الأساسية مقاومة المشروع الصهيوني في لبنان.
حيث انضم الشيخ عفيف النابلسي إلى جانب السيد عباس الموسوي ونخبة من كوادر حزب الله إلى قيادة العمل الجهادي والتبليغي في الجنوب وكان لفترة عضواً أساسياً في قيادة حزب الله في الجنوب، إلا انه فضّل بعد مدة البقاء في ميدان الحركة العلمائية والمجال التدريسي وممارسة العمل السياسي من موقع التوجيه العام.

مارس الشيخ عفيف النابلسي العمل التدريسي في صور والنجف الأشرف وبغداد وبيروت وصيدا التي أسس فيها حوزة علمية أواخر العام تسعين من القرن العشرين.

وكان سماحته يدرس في أصعب الظروف حتى عندما كان الاحتلال الاسرائيلي موجوداً ومتمدداً على الأرض اللبنانية.

وقد درَّس سماحته كل كتب المقدمات والسطوح من الأدب والمنطق وعلم الكلام الإسلامي والتفسير والأخلاق وأصول المظفر وحلقات الشهيد الصدر والشرائع واللمعة الدمشقية والكفاية والمكاسب وكتب الدراية والرجال.

كما درّس على هامش الدراسات الكلاسيكية في الحوزة كتب الشهيد الصدر اقتصادنا وفلسفتنا والأسس المنطقية للاستقراء, وصولاً إلى الدروس العالية في الفقه التي بدأ بإلقاءها على طلابه منذ العام 1990.
في أثناء مزاولته للتدريس قام سماحته بإلقاء المئات من المحاضرات في موضوعات متنوعة داخل وخارج لبنان.

كما كان من أوائل المواظبين على صلاة الجمعة وداعياً لها فأقامها بعد مجيئه إلى لبنان أولاً في منطقة حارة صيدا في العام 1980-1982.

ثم في منطقة الغازية حتى العام 1989, ثم في مدينة صيدا منذ العام 1994 ولا زال مستمراً عليها حتى هذا الوقت.

وقد برز سماحة الشيخ عفيف النابلسي في العقد الأول من عمر الثورة الاسلامية، كواحد من أبرز العلماء اللبنانيين المناصرين والمساندين لها.

أسس مجمع السيدة الزهراء في صيدا في العام 1993 وهو أكبر مجمع شيعي في مدينة صيدا يضم حوزة دينية ومسجداً ومرافق أخرى.

أسس جمعية الأبرار الخيرية التي تُعنى بالفقراء والمساكين، بنى سماحته خلال تاريخه الطويل من الجهاد العلمي والثقافي والسياسي علاقات وصلات مع مختلف القوى السياسية والنخب الثقافية والاجتماعية والدينية في لبنان وخارجه.

كما أن سماحته يتمتع بشخصيته الحوارية المعروفة بانفتاحها وتواصلها مع مختلف المكونات الدينية والسياسية
ونذكر بعض المحطات الأساسية في حياته:

– عينه المرجع السيد محمد باقر الصدر وكيلاً عاماً له.
– عمل لسنوات مع الامام الراحل الشيخ محمد شمس الدين وكان من أبرز الشخصيات العلمائية تمثيلاً على الساحة اللبنانية.

– قاد إلى جانب الشيخ راغب حرب الانتفاضات والاعتصامات الشعبية أثناء الاحتلال الاسرائيلي.

– شارك في تأسيس حزب الله وكان له حضور فاعل على المستوى الجهادي بين المقاومين وعلى المستوى السياسي في المحافل العامة.

– سافر إلى بلدان غربية وآسيوية وعربية في إطار جولاته العلمية والتبليغية.

– شارك في العديد من المؤتمرات والندوات داخل وخارج لبنان.

– له مواقف مهمة فيما يتعلق بالحوار مع الغرب وقضايا حقوق الإنسان والمرأة والعدل والسلام في العالم.

أما على مستوى التأليف فقد صدر من يراعه المبارك العديد من المؤلفات ولا زال الكثير منها مخطوطاً وأهم ما هو مطبوع:

• (الكتب)
– فقه الأئمة ـ عليهم السلام (6 مجلدات)
– فقه أهل البيت (ع) (2 مجلد)

– فقه الجهاد
– القواعد الفقهية.
– الاصول العامة لـ(علم الحديث) و(علم الرجال).
– حوارات عقائدية هادئة.
– المواريث على فقه الامامية
– الإجتهاد والتقليد
– تحديات الوحدة وثقافة الحوار
– على طريق الحياة كلمات في السياسة والدين
– النبي محمد (ص) حاضن أهل الكتاب وحاميهم
– لامام موسى الكاظم (ع) عرض وتحليل
– الامام علي الرضا (ع) عرض وتحليل
– الكلمة الزاهرة في العترة الطاهرة
– بحوث في شخصية الامام الخميني (قده)
– علاقة المسيحيين بأهل بيت النبي (ص)
– صلاة الجمعة في عصر الغيبة
– مشاهدات وتجارب – لقطات من سيرة الامام موسى الصدر
– ظرائف وطرائف
– اشراقات كربلائية
– حاجة المبلغين
– زيد بن حارثة ربيب النبوة
– خفايا واسرار من سيرة الشهيد محمد باقر الصدر
– ومضات مشرقة من تاريخ علماء جبل عامل
– شذرات مضيئة- صفحات من وحي التبليغ وماضي الذكريات.
– نظرات ورؤى في قضايا المرأة
– طريق العروج إلى الملكوت (شرح رواية عنوان البصري)
– أوراق متناثرة (مقالات في الدين والمجتمع والسياسة)
– المسك الفواح لتطييب القلوب والأرواح
– الأربعون حديثاً
• الشعر
– شعر الخلود والهاشميات هديل في ازاهر امير المؤمنين (ع)
– قصائد للمقاومة والشهادة – نفحات عاملية
– خمينيّات
– ملحمة الزهراء (ع)
– إخوانيات
– ملحمة الامام الصدر

هيئة علماء بيروت

ونعت هيئة علماء بيروت أحد أعمدة العلم والفكر، الفقيه المجاهد آية الله الشيخ عفيف النابلسي تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

وقالت الهئية في بيان “‏لقد فقدت الساحة الإسلامية والجنوبية خاصة علماً كبيراً وحدوياً، المشهود له بمواقفه الوطنية والإسلامية الجريئة، ‏ومجاهداً وأباً حاضناً للمقاومة ومجاهديها ومناصراً وداعماً للقضية الفلسطينية وفصائلها المقاومة منذ انطلاقتها.. ثابتاً في مواقفه، صلباً في إرادته، راسخاً في عزيمته، ولم يبدل تبديلاً.

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة